حملة العرش _ هاروت و ماروت _ الكروبيين _ ملك السّجل
حملة العرش :
{الذين يحملونَ العرشَ و من حوله يسبّحون بحمدِ ربّهم و يؤمنون بهِ ويسغفرون للذين آمنوا ربّنا وسعتَ كل شيء رحمةً وعلماً فاغفر للذين تابوا و اتّبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم}( 1).
{الذين يحملونَ العرشَ و من حوله يسبّحون بحمدِ ربّهم و يؤمنون بهِ ويسغفرون للذين آمنوا ربّنا وسعتَ كل شيء رحمةً وعلماً فاغفر للذين تابوا و اتّبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم}( 1).
عن العسكري عليه السلام قال: قال رسول الله صل الله عليه واله: إن الله لما خلق العرش خلق له ثلاثمائة و ستين ألف ركن، و خلق عند كل ركن ثلاثمائة ألف و ستين آلف ملك لو أذن الله تعالى لأصغرهم فالتقم السماوات السّبع و الأرضين السّبع ما كان ذلك بين لهواته إلاّ كالرملة في المفازة الفضفاضة، فقال لهم الله يا عبادي احتملوا عرشي هذا فتعاطوه فلم يطيقوا حمله ولا تحريكه، فخلق الله عزّ وجلّ مع كل واحد منهم واحدا، فلم يقدروا أن يزعزعوه، فخلق الله مع كل واحد منهم عشرة فلم يقدروا أن يحرّكوه، فخلق الله بعدد كل واحد منهم مثل جماعتهم فلم يقدروا أن يحرّكوه، فقال الله عزّ وجلّ لجميعهم خلّوه عليَّ أمسكه بقدرتي، فخلوه فأمسكه الله عزّ وجلّ بقدرته، ثم قال لثمانية منهم احملوه أنتم، فقالوا: يا ربنا لم نطقه نحن و هذا الخلق الكثير والجمّ الغفير فكيف نطيقه الآن دونهم، فقال الله عزّ وجلّ: لأني أنا الله المقرّب للبعيد و المذلّل للعبيد و المخفّف للشديد و المسهّل للعسير، أفعل ما أشاء و أحكم ما أريد، أعلّمكم كلمات تقولونها يخفف بها عليكم، قالوا: و ما هي قال: تقولون بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قولة إلاّ بالله العلي العظيم و صلي الله عليه محمد و آله الطيبين، فقالوها فحملوه و خفّ على كواهلهم كشعرة نابتة على كاهل رجل جلد قويّ، فقال الله عزّ وجلّ لسائر تلك الأملاك: خلّوا على هؤلاء الثّمانية عرشي ليحملوه و طوفوا أنتم حوله و سبّحوني و مجدّوني و قدّسوني، فأنا الله القادر على ما رأيتم و على كل شيء قدير(2).
عن أبي عبدالله قال: إن حملة العرش ثمانية كل واحد منهم له ثمانية أعين كل عين طباق الدنيا(3).{و يحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانية}سورة غافر: آية 7.
هاروت و ماروت :
{وما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنّما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلّمون منهما ما يفرّقون به بين المرء و زوجه وما هم بضارّين به من أحد إلاّ بإذن الله}(4 ).
قيل للحسن أبي القائم عليه السلام فإنّ قوماً عندنا يزعمون أنّ هاروت و ماروت ملكان اختارتهما الملائكة لما كثر عصيان بني آدم، و أنزلهما الله مع ثالث لهما إلى الدنيا، و أنهما افتتنا بالزهرة و أرادا الزنا بها و شربا الخمر و قتلا النفس المحترمة، و أن الله تعالى يعذبهما ببابل، و إن السحرة منهما يتعلمون السحر، و إن الله مسخ تلك المرأه و هذا الكوكب الذي هو الزّهرة، فقال الأمام(ع): معاذ الله من ذلك، ان ملائكة الله معصومون محفوظون من الكفر و القبائح بألطاف الله، قال الله عزّ وجلّ فيهم: {لا يعصون الله ما أمرهم} و قال أيضاً: {وله ما في السماوات و الأرض من عنده لا يستكبرون عن عبادته} و قال عزّ وجلّ في الملائكة أيضاً: {بل عباد مكرّمون * لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى و هم من خشيته مشفقون}( 5). ثم قال عليه السلام لو كان كما يقولون كان الله قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاء على الأرض و كانوا الأنبياء في الدنيا أو كالأئمة، فيكون من الأنبياء و الأئمة قتل النفس و الزنى، ثم قال عليه السلام أولست تعلم أن الله عزّوجلّ لم يخل الدنيا قطّ من نبي أو أمام من البشر، أوليس الله عزّ وجل يقول: و ما أرسلنا قبلك، يعني الخلق إلاّ رجالاّ نوحي إليهم من أهل القري، فأخبر أنه لم يبعث الملائكة إلد الأرض ليكونوا أئمةً و حكاماً، و إنما أرسلوا إلى أنبياء الله.
و عن الصادق عليه السلام قال: و كان بعد نوح عليه السلامقد كثرت السحرة والمموّهون، فبعث الله تعالي ملكين إلى نبي ذلك الزمان، بذكر ما يسحر به السحرة، و ذكر ما يبطل به سحر هم و يرد به كيدهم، فتلقاه النبي صل الله عليه واله عن الملكين و أداه إلى عباد الله بأمر الله، و أمرهم أن يقفوا به على السحر و أن يبطلوه، و نهاهم أن يسحروا به الناس، وهذا كمال يدل على السم ما هو، و على ما يدفع به غائلة السم، ثم يقال لمتعلم ذلك هذا السم فمن رديته سم فادفع عنه غائلته بكذا، و إياك أن تقتل بالسم أحداً، ثم قال: {و ما يعلّمان من أحد} و هو أن النبي أمر الملكين أن يظهرا للناس بصورة بشرين و يعلّماهم ما علّمهما الله من ذلك، و يعظاهم فقال الله تعالى {و ما يعلّمان من أحد} ذلك السحر و إبطاله حتي يقولا للمتعلم : {أنما نحن فتنة} امتحان للعباد ليطيعوا الله تعالى فيما يتعلمون من هذا و يبطلون به كيد السحرة، و لا يسحروهم، و قوله: {فلا تكفر} باستعمال هذا و طلب الأضرار به، و دعاء الناس إلى أن يعتقدوا بك تحيي و تميت و تفعل ما لا تقدر عليه إلاّ الله تعالى، فإن ذلك كفر، قال تعالى: {فيتعلمون} يعني طالبي السحر {منهما} يعني مما كتبت الشياطين على ملك سليمان من النيرنجات(6 )إلى آخر تفسير الآية.
الكروبيين :
و هم صنف من ملائكة الله العظام الذين لا يدرك ذواتهم إلاّ الله تعالى.
عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الأول، جعلهم الله خلف العرش، لو قسم نور واحد منهم على أهل الأرض لكفاهم( 7).
ملك السّجل :
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن في الهواء ملكاً يقال له اسماعيل، على ثلاثة ألف ملك كل واحد منهم على مائة ألف، يحصون أعمال العباد، فإذا كان رأس السنة بعث الله إليهم ملكاً يقال له السّجل، فانتسخ ذلك منهم ، و هو قول الله تبارك و تعالي: {يوم نطوي السماء كطيّ السّجل للكتب}(8 ).
الكروبيين :
و هم صنف من ملائكة الله العظام الذين لا يدرك ذواتهم إلاّ الله تعالى.
عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الأول، جعلهم الله خلف العرش، لو قسم نور واحد منهم على أهل الأرض لكفاهم( 7).
ملك السّجل :
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن في الهواء ملكاً يقال له اسماعيل، على ثلاثة ألف ملك كل واحد منهم على مائة ألف، يحصون أعمال العباد، فإذا كان رأس السنة بعث الله إليهم ملكاً يقال له السّجل، فانتسخ ذلك منهم ، و هو قول الله تبارك و تعالي: {يوم نطوي السماء كطيّ السّجل للكتب}(8 ).
و في تفسير القمي قال: قال السجل الملك الذي يطوي الكتب، و معني نطويها أي نفنيها فتتحول دخانا و الأرض نيرانا.
________________________________________
[1]) سورة غافر: الآيه 7.
[2]) بحار الأنوار.
3) البرهان فی تفسیر القرآن.
4) سورة البقرة: الآية 102.
[5]) سورة الانبياء، الآية 28.
[6]) البرهان في تفسير القرآن.
[7]) بصائر الدرجات.
[8]) البرهان في تفسير القرآن .
______________________________________
المصدر : الكتاب عجائب الملكوت : للمؤلف عبد الله الزاهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق