من هم الكَرّوبيّون ؟الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
الكَرّوبيّون [1] : خَلْقٌ من الملائكة ، و جبرئيل ( عليه السَّلام ) هو رأس الْكَرُوبِيِّينَ ، و الكَرّوبيّون هم سادة الملائكة و المقرَّبون منهم [2] .
و الكَرّوبيّون من الملائكة : هم القريبون من الله عَزَّ و جَلَّ ، و أصل هذه التسمية من " كَرُبَ " أي قَرُبَ ، و كَرُبَت الشمس أي قربت للمغيب ، و كل دانٍ قريب فهو كارِِب ، و المراد بقربهم من الله جَلَّ جَلالُه شرف منزلتهم عنده و جلالة محلهم منه [3] .
وَ رُوِيَ عن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) أَنهُ قَالَ : " لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ سَمِعْتُ بُكَاءً .
فَقُلْتُ : يَا جَبْرَئِيلُ مَا هَذَا ؟
قَالَ : هَذَا بُكَاءَ الْكَرُوبِيِّينَ عَلَى أَهْلِ الذُّنُوبِ " [4] .
مشاهدة النبي ( صلى الله عليه و آله ) الْكَرُوبِيِّينَ في ليلة المعراج :
و رُوِيَ أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) رأى في السماء الثانية عيسى و يحيى ، و في الثالثة يوسف ، و في الرابعة إدريس ، و في الخامسة هارون ، و في السادسة الْكَرُوبِيِّينَ ، و في السابعة خلقاً و ملائكة [5] .
معنى فوق إحساس الْكَرُوبِيِّينَ :
أما بالنسبة إلى المراد من " إحساس الْكَرُوبِيِّينَ " الوارد في دعاء السمات [6] ، فهو أصوات الْكَرُوبِيِّينَ ، و الحس و الحسيس هو الصوت الخفي ، و المعنى هو أن كلام الله جَلَّ جَلالُه أعلى من كل شيء ، و فوق كل شيء ، لأنه فوق أصوات الْكَرُوبِيِّينَ .
قال العلامة المجلسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) : و يمكن أن يكون المراد بـ " فوق إحساس الْكَرُوبِيِّينَ " أن المكان الذي حدث فيه ذلك الصوت كان فوق أمكنتهم ، أو كان ذلك الصوت أخفى من أصواتهم ، فالمراد فوقها في الخفاء ، كما قيل في قوله تعالى سبحانه : ﴿ ... بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ... ﴾ [7] ، [8] .
معنى آخر للْكَرُوبِيِّينَ :
وَ رَوَى أحمد بن محمد السياري ، عن عبيد بن أبي عبد الله الفارسي و غيره رفعوه إلى أبي عبد الله [9] ( عليه السَّلام ) ، أنهُ قالَ : " إن الْكَرُوبِيِّينَ قوم من شيعتنا من الخلق الأول ، جعلهم الله خلف العرش ، لو قَسَّمَ نور واحدٍ منهم على أهل الأرض لكفاهم ، ـ ثم قال ـ إن موسى ( عليه السَّلام ) لما أن سأل ربه ما سأل ، أمَرَ واحداً من الْكَرُوبِيِّينَ فتجلى للجبل فجعله دكا " [10] .
[1] الكَرّوبيّون بالتشديد وَ رُوِيَ بالتخفيف أيضاً .
[2] راجع : مجمع البحرين : 2 / 159 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
[3] راجع : بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 87 / 109 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
[4] مستدرك وسائل الشيعة : 11 / 240 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .
[5] بحار الأنوار : 18 / 382 .
[6] دُعاءُ السِّماتِ السِّمات : بكسر السين ، جمع السِّمة ، و هي العلامة ، كأن عليه علامات الإجابة ، و يُعرَفُ هذا الدعاء بدُعاء " الشّبور " أيضاً ، و يُستحبّ الدّعاء به في آخر ساعة مِنْ نَهار الجُمعة ، وَ هو منَ الأدعية المشهورة ، و قد واظب عليه أكثر العلماء السّلف ، و هو مَرويّ في مصباحِ الشّيخ الطّوسي ، و في جمال الأسبوع للسيّد ابن طاووس ، و كُتب الكفعمي بأسنادٍ مُعتبرة عن مُحمّد بن عثمان العُمري ( رضوان الله عليه ) و هُو من نوّاب الحجّة الغائب ( عليه السَّلام ) ، و قد رُوِي الدعاء أيضاً عن الباقِر و الصّادق ( عليهما السلام ) ، وَ رواه العلامة المجلسي ( رحمه الله ) ، في كتابه بحار الأنوار فشرحه .
[7] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 26 ، الصفحة : 5 .
[8] بحار الأنوار : 87 / 109 .
[9] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
[10] بحار الأنوار : 13 / 224 ، عن بصائر الدرجات .
الكَرّوبيّون [1] : خَلْقٌ من الملائكة ، و جبرئيل ( عليه السَّلام ) هو رأس الْكَرُوبِيِّينَ ، و الكَرّوبيّون هم سادة الملائكة و المقرَّبون منهم [2] .
و الكَرّوبيّون من الملائكة : هم القريبون من الله عَزَّ و جَلَّ ، و أصل هذه التسمية من " كَرُبَ " أي قَرُبَ ، و كَرُبَت الشمس أي قربت للمغيب ، و كل دانٍ قريب فهو كارِِب ، و المراد بقربهم من الله جَلَّ جَلالُه شرف منزلتهم عنده و جلالة محلهم منه [3] .
وَ رُوِيَ عن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) أَنهُ قَالَ : " لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ سَمِعْتُ بُكَاءً .
فَقُلْتُ : يَا جَبْرَئِيلُ مَا هَذَا ؟
قَالَ : هَذَا بُكَاءَ الْكَرُوبِيِّينَ عَلَى أَهْلِ الذُّنُوبِ " [4] .
مشاهدة النبي ( صلى الله عليه و آله ) الْكَرُوبِيِّينَ في ليلة المعراج :
و رُوِيَ أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) رأى في السماء الثانية عيسى و يحيى ، و في الثالثة يوسف ، و في الرابعة إدريس ، و في الخامسة هارون ، و في السادسة الْكَرُوبِيِّينَ ، و في السابعة خلقاً و ملائكة [5] .
معنى فوق إحساس الْكَرُوبِيِّينَ :
أما بالنسبة إلى المراد من " إحساس الْكَرُوبِيِّينَ " الوارد في دعاء السمات [6] ، فهو أصوات الْكَرُوبِيِّينَ ، و الحس و الحسيس هو الصوت الخفي ، و المعنى هو أن كلام الله جَلَّ جَلالُه أعلى من كل شيء ، و فوق كل شيء ، لأنه فوق أصوات الْكَرُوبِيِّينَ .
قال العلامة المجلسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) : و يمكن أن يكون المراد بـ " فوق إحساس الْكَرُوبِيِّينَ " أن المكان الذي حدث فيه ذلك الصوت كان فوق أمكنتهم ، أو كان ذلك الصوت أخفى من أصواتهم ، فالمراد فوقها في الخفاء ، كما قيل في قوله تعالى سبحانه : ﴿ ... بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ... ﴾ [7] ، [8] .
معنى آخر للْكَرُوبِيِّينَ :
وَ رَوَى أحمد بن محمد السياري ، عن عبيد بن أبي عبد الله الفارسي و غيره رفعوه إلى أبي عبد الله [9] ( عليه السَّلام ) ، أنهُ قالَ : " إن الْكَرُوبِيِّينَ قوم من شيعتنا من الخلق الأول ، جعلهم الله خلف العرش ، لو قَسَّمَ نور واحدٍ منهم على أهل الأرض لكفاهم ، ـ ثم قال ـ إن موسى ( عليه السَّلام ) لما أن سأل ربه ما سأل ، أمَرَ واحداً من الْكَرُوبِيِّينَ فتجلى للجبل فجعله دكا " [10] .
[1] الكَرّوبيّون بالتشديد وَ رُوِيَ بالتخفيف أيضاً .
[2] راجع : مجمع البحرين : 2 / 159 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
[3] راجع : بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 87 / 109 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
[4] مستدرك وسائل الشيعة : 11 / 240 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .
[5] بحار الأنوار : 18 / 382 .
[6] دُعاءُ السِّماتِ السِّمات : بكسر السين ، جمع السِّمة ، و هي العلامة ، كأن عليه علامات الإجابة ، و يُعرَفُ هذا الدعاء بدُعاء " الشّبور " أيضاً ، و يُستحبّ الدّعاء به في آخر ساعة مِنْ نَهار الجُمعة ، وَ هو منَ الأدعية المشهورة ، و قد واظب عليه أكثر العلماء السّلف ، و هو مَرويّ في مصباحِ الشّيخ الطّوسي ، و في جمال الأسبوع للسيّد ابن طاووس ، و كُتب الكفعمي بأسنادٍ مُعتبرة عن مُحمّد بن عثمان العُمري ( رضوان الله عليه ) و هُو من نوّاب الحجّة الغائب ( عليه السَّلام ) ، و قد رُوِي الدعاء أيضاً عن الباقِر و الصّادق ( عليهما السلام ) ، وَ رواه العلامة المجلسي ( رحمه الله ) ، في كتابه بحار الأنوار فشرحه .
[7] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 26 ، الصفحة : 5 .
[8] بحار الأنوار : 87 / 109 .
[9] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
[10] بحار الأنوار : 13 / 224 ، عن بصائر الدرجات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق